من فصل قيامة الجسد – من كتاب يا موت أين شوكتك – ألكسندر شميمن – ترجمة م / اشرف بشير
من فصل قيامة الجسد – من كتاب يا موت أين شوكتك – ألكسندر شميمن – ترجمة م / اشرف بشير
The Resurrection of the Body
من كتاب يا موت أين شوكتك
O Death, Where Is Thy Sting
اللاهوتي الأرثوذوكسي الأب ألكسندر شميمن
Alexander Schmemann
عميد معهد القديس فلاديمير للدراسات اللاهوتية
ترجمة م / اشرف بشير
[ الجسد كشركة وحب وحياة للنفس وكخروج من الذات،
هو وسيلة وغاية تحويل الكون لصورته الروحانية الكاملة،
في قيامة “كونية” يبتلع فيها الموت من الحياة باستعادة الشركة ]
الجسد ليس “ظلمة النفس”، ولكن الجسد هو “حرية النفس”، لأن الجسد هو: النفس كـ”حب”، النفس كـ”شركة”، النفس كـ”حياة”، النفس كـ”حركة” …
عندما تتحدث المسيحية عن “قيامة الجسد”، لا تتحدث عن إحياء العظام والعضلات، لإن العظام والعضلات وكل العالم المادي، وكل نسيجه، لا شئ أكثر من عناصر أساسية، في النهاية “ذرات”. وفي تلك الذرات، لا يوجد شئ “شخصي”، لا شئ للأبد خاص بي
ولكن المسيحية تتحدث عن استعادة الحياة كشركة، تتحدث عن الجسد الروحاني، هذا الجسد الذي على مدار حياتنا نطوره [نكونه] بواسطة الحب، بواسطة العمل عليه، بواسطة علاقاتنا، بواسطة خروجنا من ذواتنا.
لا تتحدث المسيحية عن أبدية المادة، ولكن تتحدث عن تحويل [الأشياء] لصورتها الروحانية في النهاية، تتحدث عن العالم الذي يصير في النهاية بالحقيقة جسد الحياة وجسد حب البشرية، تتحدث عن العالم الذي يصير مشتركاً في الحياة شركة كاملة.
عبادة المقابر والأضرحة [العبادة التي تتطلع للموت على أنه هدف الحياة المقدس] ليست عبادة مسيحية، لأن إعلان المسيحية ليس عن انحلال في الطبيعة لبعض أجزاء المادة التي تكوِّن الجسد. ولكن إعلان المسيحية: إعلان عن قيامة الحياة في كمالها وتمامها، قيامة متحققة في الحب. في هذا يكمن معنى القيامة، حيث تمام القوة والفرح المسيحي إذ: «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ» (1 كو 15: 54)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
اللوحة للفنان الأمريكي Kei Tawara بعنوان “بداخل عقلي” … يوضح فيها الفنان الجدلية العجيبة للعقل الإنسان، حيث التضاد بين العقل: كـ “سجن للإنسان ومعذب له”، وبين ذات العقل: كـ “كون فسيح” يمتلكه الإنسان كمدبر وراعي له، فبرغم كونه نفس العقل ولكن اختلاف الـ perspective إما يحبس الإنسان ويقتله، أو يحرر الإنسان إلى “سعة كونية” ويحيه !ـ