القائمة إغلاق

كتاب اضطهاد المسيحيين من الكلدان السريان الآشوريين والأرمن – مار أسرائيل أودو

كتاب اضطهاد المسيحيين من الكلدان السريان الآشوريين والأرمن – مار أسرائيل أودو

كتاب اضطهاد المسيحيين من الكلدان السريان الآشوريين والأرمن - مار أسرائيل أودو
كتاب اضطهاد المسيحيين من الكلدان السريان الآشوريين والأرمن – مار أسرائيل أودو

كتاب اضطهاد المسيحيين من الكلدان السريان الآشوريين والأرمن – مار أسرائيل أودو

 

مقدمة المُعَرِّب:

بلغني وجود مخطوطة باللغة الكلدانية تتحدث عن استشهاد أهلنا في الامبراطورية العثمانية والمعروفة لدى العانة بأحداث سفر برلك. وبعد فترة حصلت على احدى نسخها فصورت عليها نسختي ورأيت بأن المخطوطة تحمل “ܪܕܘܦܝܐ ܕܟܪܣܛܝ̈ܢܐ ܐܪ̈ܡܝܐ ܘܐܪ̈ܡܢܝܐ ܕܡܪܕܐ ܘܕܐܡܕ ܘܣܥܪܕ ܘܕܓܙܪܬܐ ܘܕܢܨܝܒܝܢ ܘܕܐܘܪܗܝ ira ع شه. إضطهاد المسيحيين الآراميين الكلدان السريان الآشوريين والارمن في ماردين وآمد وسعرد والجزيرة ونصيبين والرها وغيرها، عام 1915، وانا اتصفحها واقرأ فيها، راودتني فكرة نقلها الى العربية، لاظهار بطولة وبسالة آبائنا واجدادنا وهم يستقبلون الموت بصنوفه لا لجرم اقترفوه بل لأنهم يحملون اسم المسيح، الذي آمنوا واعترفوا به بانه هو المخلص المُحيي، ذلك على ايدي برابرة انعدمت فيهم الانسانية، وجورا حُسبوا على البشرية بينما الوحوش الكاسرة هي ارحم منهم خاصة حين تكون شبعة، واقل ما يمكن القول بحقهم انهم وحوش كاسرة تمشي على الأرض بين البشر، والبشرية منهم براء. فاستنسختها وقمت بنقلها الى العربية على قدر ما كان يسمح لي وقتي ايامها، فاتممتها مطلع عام 1992م.

لم انشرها في حينه لأسباب، اهمها لأنني كنت لا ازال اقيم في الوطن الأم العراق الذي لم ولن يسمح بنشر اي كتاب الا بوافقة وزارة الاعلام العراقية وان اية دولة عربية لا تسمح بنشره كي لا ينكشف الوجه المستور لما تؤمن به، ثم لأنني كنت اود ان احققها ايضا. لكن ظروفي تغيرت فجأة، فلم تسمح لي بتحقيقها ونشرها. فبقيت مع مجموعة اخرى من ترجماتي وكتاباتي نائمة فوق رفوف مكتبتي. غير انني الان قد اضفت عددا قليلا من الهوامش اعقبتها بكلمة المعرب، اما الهوامش التي لا تعقبها كلمة المعرب فهي إما من وضع ناسخ النسخة التي اعتمدتها في الترجمة او من النسخة التي اعتمدها ناسخ النسخة التي اعتمدتها.

حين اطلع أحد القائمين على إصدار مجلة بين النهرين الباريسية على مسودة هذا الكتاب، أيام اقامتي في فرنسا، طلب مني نشر ما يمكن نشره في المجلة المذكورة، فلبيت طلبه بسرور. لأن هدفي الأول والأخير من ما اقوم به من كتابات وترجمات ليس الا للتعريف بتراث وتاريخ امتنا وكنيستنا المشرقية الكلدانية، فنشرت منه تسع حلقات، حتى احتجبت تلك المجلة عن الظهور اي من العدد الثاني السنة )2002( 3 1(2000). حتى العدد العاشر السنة

كلمة موجزة عن المخطوطة:

المؤلف كما ذكرنا اعلاه هو مار اسرائیل اودو مطران ماردین على الكلدان، (1910-1941م) قبل واثناء وبعد الاضطهاد، اي انه شاهد عيان لما جرى من المجازر بحق مسيحيي تركيا، بكل قومياتهم ومذاهبهم، خلال الحرب العالمية الأولى وما بعدها .

يظهر بان هذه النسخة هي حديثة العهد. وقد خط النسخة التي اعتمدتها لترجمتي، بخطه الجميل القس ابلحد كوركيس الهوزي. وانتهى من نسخها، يوم السبت 29 كانون الثاني/ 1973م. ويضيف الناسخ قائلا: نسخت هذه المخطوطة للسيد هرمز كادو لتبقى عنده علامة وذكرا ابديا “.

قياسات النسخة 19.\\approx15\\times\\approx20 سطرا في الصفحة الواحدة. والناسخ يرقم بالصفحات وليس بالاوراق كما جرت العادة عند الخطاطين وقوامها 285 صفحة.

 

حروب كثيرة دارت رحاها بين البشر (الأمم)، منذ البدء وليومنا هذا ، سفكت فيها دماء غزيرة جرت كالأنهر. وازهقت انفس لا حصر لعددها. كحروب اسكندر المقدوني مع كل من البربر والرومان، والفرس والهنود. ونابليون مع الأمم الأوربية الأخرى. غير ان الحرب الأخيرة المسماة بالعالمية، والتي انطلقت شرارتها في 29/ تموز/1914م، بين النمسا وصربيا اللتين منهما استشرت نارها كالبرق في الغابة الكبرى، غابة الدول القوية في اوربا ودول البلقان. هذه الحرب التي فاقت (بشاعتها) كل الحروب التي سبقتها، وعلى مدى تاريخ البشرية. اذاتت على دمار كبير في المعمورة، بحيث لم يتمكن العقل البشري من حصر اضرارها المادية ولا خسائرها البشرية. فرغم كون اضرارها محصورة (خاصة في مركز اوربا، الا ان شرارتها طارت واوقدت اوطاننا (الدولة العثمانية) فاقتنصت نارها واحرقت على وجه خاص الشعب الارمني العريق الضاربة جذوره في ارض بلاد الأناضول منذ اقدم الأزمان وفي هذه الايام ضمن حدود الامبراطورية العثمانية وغيرها اي (روسيا). وقد بدأ اضطهاد هذا الشعب البائس في ربيع عام 1915م. وانتقلت شرارته الى الشعب الآرامي الساكن في سعرد وآمد (دياربكر) والجزيرة (بيث زبدى) وماردين وما حولهم من المدن والقرى، ذلك للتداخل الحاصل بين المسيحيين من اهالي تلك المدن والقرى.

بدأ اضطهاد المسيحيين عدا اليعاقبة (السريان الارثدوكس) منهم (بادئ الأمر في ماردين، يوم الثالث من حزيران سنة 1915م، ولم تخمد ناره حتى نهاية شهر تشرين الأول من ذات السنة. وقد رغبت – ومن اجل ان تذكر الاجيال القادمة (هذا الاضطهاد) – تنظيم قصيدة شعرية وثقت فيها الأحداث والحقائق الكثيرة من التي جرت اثناء هذا الاضطهاد القاسي والبشع. وقد وثقتها فعلا. لكن وبعد فترة قصيرة، شعرت بان تلك القصيدة جاءت مختصرة جدا، ولم تحو كل التفاصيل والاحداث التي من اجلها نظمت القصيدة المذكورة. وعليه ارتأيت كتابة قصة اخرى اولى غاياتها، توثيق الأحداث وما جرى والظروف الملابسات التي احاطت بهذا الاضطهاد المرير الذي لم يكن له مثيل منذ قرون، كما ذكرت اعلاه. وهكذا جاء هذا الكتاب الى نهايته، فالقارئ الذي اطلع على جذور ومسببات الاحداث التي ضمتها القصيدة الشعرية المختصرة، سيتذكر الرواية .

لم اسخر قلمي لأدون هذا السفر ، الا على ما رأيته بأم عيني وسمعته باذني من الحقائق. وقد ابتعدت كثيرا عن الاطالة. اما عن الذي دونته نقلا عن روايات سمعتها، لم اقبلها ولم ادونها الا بعد البحث والتمحيص الدقيق، مسجلا لكل حادث سببه. اذ لا بد من ان يسأل القارئ عن ماهية الاسباب والدوافع التي ادت الى هذا الاضطهاد القاسي والبشع. الذي كانت ضحيته كل من الأمتين الأرمنية والآرامية. كما سأبين وأوضح في المقدمة، عن أولئك الأرمن الذين كانوا يصطادونهم كما تصطاد الفراشات الطائرة وهي في غاية بهائها وروعتها. كما سأوضح الأسباب التي جعلتني أن أسمي الغالبية من اولئك الرجال والنساء والشبان والشابات الذين قضوا في ذلك الاضطهاد بالشهداء.

 

عزيزي القارئ اللبيب، عند قراءتك للمقدمة ستقف على الدوافع والأسباب التي ادت الى حدوث هذا الاضطهاد، اذ بدون ذنب اقترفوه، ولا محاكمة أصولية أصدرت بحقهم حكمها كما تقره الشرائع والقوانين المدنية. ولأيضاح أكثر أقول: ان سبب ابادتهم لم يكن غير كونهم مسيحيين ليس الا. ذلك لأن جميعهم، وحينما كانوا يُساقون للذبح، كان الجزارون يدعونهم الى نبذ ديانتهم المسيحية واعتناق الاسلام ليسلموا غير انهم رفضوا ذلك وبرفضهم نالوا اكليل الشهادة للمسيح

 

اضغط هنا لتحميل الكتاب PDF

كتب ذات صلة