كتاب هل فتح المسلمون مصر سلما؟ مجموعة من الباحثين – اكاديمية قوم الزط

كتاب هل فتح المسلمون مصر سلما؟ مجموعة من الباحثين – اكاديمية قوم الزط
محتويات كتاب هل فتح المسلمون مصر سلما؟
الفصل الاول : في هدف المسلمون وراء غزو مصر
الفصل الثاني : في مسيرة المسلمون الي مصر
الفصل الثالث : في نفي صحة استنجاد الاقباط بالمسلمون من ظلم الروم
الفصل الرابع : في وحشية المسلمون وعدوانهم عند غزو مصر
ملحق المراجع المصورة للفصل الول و التاني والثالث والرابع
مقدمة كتاب هل فتح المسلمون مصر سلما؟
الحمد الله الذي أضاء بنور معرفته عقل بني الإنسان وأقام الأدلة الناطقة على وجوده في كل زمان ومكان وأنزل كتابه الأقدس، على فم أنبيائه الكرام ورسله الأعلام، لبث نعماء الإنجيل ونث رحماء الإله الجليل، أما بعد: فنحن وبحول الله سنقدم في هذا الكتاب الأدلة الخفية وراء الأحداث الزمنية التي دفنت مع مرور الزمان، فانتشلناها بالتنقيب والتنقير واستقراءناها بالتأمل والتفكير، لكيما يزداد
البحث بها بهاءً ومتانة ومضاءً، فاعمل أيها المطلع نظرك وأنعم فكرك في هذه الحقائق التاريخية بإنصاف وانبذ عنك التعصب والاعتساف، فطالما كان رسول الإسلام كارها لليهود والمسيحيين مبغضًا إياهم، ومن عظيم بغضه تجاههم نهيه عن القاء السلام عليهم وهذا ما رواه مسلم عن أبي هريرة بإسناده: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ: حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ، – يَعْنِي الدَّرَاوَرْدِيَّ – عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَا تَبْدَءُوا اليَهُودَ وَلَا النَّصَارَى بِالسَّلَامِ، فَإِذَا لَقِيتُمْ أَحَدَهُمْ فِي طَرِيقٍ فَاضْطَرُّوهُ إِلَى أَضْيَقِهِ». [مسلم: ٢١٦٧، وأبو داود: ٥٢٠٥، والترمذي: ۱۹۰۲ و ۲۷۰۰ ، وأحمد: ٧٥٦٧ و ٧٦١٧ و ٨٥٦١ و ٩٧٢٦ و ٩٩١٩ و ١٠٧٩٧ ، وعبد الرزاق في «المصنف»: ٩٨٣٧ والبخاري في «الأدب المفرد»: ۱۱۰۳، والطحاوي في «شرح معاني الآثار»: ٣٤١/٤، والبيهقي: ٣٤١/٤]
فكيف لرسول يدعو للتسامح والمحبة أن ينهى عن أبسط الأمور ألا وهي السلام على اللذين هم من غير دينك أو ملتك ؟ ولعل قائلا يقول: “إن مفاد النهي في الحديث السابق إنما يخص الكافر المحارب، بيد أن السلام على الكافر المسالم جائز”، ردا عليه قلنا جاء في شرح موقع الدرر السنية لهذا الحديث ما مفاده: “وفي هذا الحديث ينهى النَّبِيُّ ﷺ عن بَدْءِ اليهود والنصارى بالسلام ولو كانوا ذمِّيِّينَ، فضلًا عن غيرهم من الكُفَّارِ؛ لأنَّ الابتداء به إعزاز وإكرام للمُسَلَّم عليه، ولا يجوز إعزازهم ولا إكرامهم؛ فليسوا من أهله، فالَّذي يُناسبهم الإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم تصغيرًا لهم، وتحقيرًا لشأنهم حتى كأنَّهم غير موجودين، وكذا لا يجوز مُوَادَّتهم والتَّحبُّب إليهم….”. [الدرر السنية: شرح رقم ٣٩٣١٠)
إذا حتى وإن كان هذا الكافر في أرض المسلمين ذميًا عندهم يحرم على المسلم إلقاء السلام عليه، ففي هذا الباب لا يسعني إلا أن أقول ما جاء في الأنعام في قوله: ﴿ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام: ١٤٨]، وأزيد عليكم أن نبيهم لم يكتف بهذا الفعل الفاحش والقول العائب، بل صرح بنواياه الخبيثة ألا وهي إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب لما رواه مسلم عن عمر بن الخطاب بإسناده: وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بنُ حَرْبٍ: حَدَّثَنَا الضَّحَاكُ بنُ مَخْلَدٍ، عَنِ ابن جُرَيْجٍ. (ح). وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ رَافِعٍ – وَاللَّفْظُ لَهُ – : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ: أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ : أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: أَخْبَرَنِي عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: «لَأُخْرِجَنَّ اليَهُودَ وَالنَّصَارَى مِنْ جَزِيرَةِ العَرَبِ، حَتَّى لَا أَدَعَ إِلَّا مُسْلِمًا». [مسلم: ١٧٦٧، واحمد: ٢٠١ و ٢١٥ و ٢١٩، وعبد الرزاق في «المصنف»: ٩٩٨٥ و ١٩٣٦٥ ، وأبو داود ۳۰۳۰ و ۳۰۳۱ ، والترمذي: ١٦٠٦ و ١٦٠٧ ، والبغوي: ٢٧٥٦ ، والطحاوي في شرح معاني الآثار»]
٢/٤ و ١٢ ، والبزار ۲۲۹ و ۲۳۰ و ۲۳٤ ، وجابر بن عبد الله في «المسند»: ٣/ ٣٤٥ ، والحاكم: ٤ / ٢٧٤ ، والنسائي في «الكبرى»:
٨٦٨٦ ، والطحاوي في «مشكل الآثار»: ٤ / ١٢ ، وابن حبان: ۳۷۵۳ ، والبيهقي: ۹/ ۲۰۷-۲۰۸].
اذا فرسولهم يُصَرِّحُ بأَنَّهُ إن عاش سيخرج اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى وإن كانوا مُسالمين، فهل هذا يُدرج تحت مسمى السلام والصفح أم تحت شعار العنصرية والإرهاب؟ فهب معي عزيزي القارئ أنَّه خرج من الهند رجل يدعو الناس لدينه زاعمًا أنَّه رسول الله ونشر دينه بالقتل والعنصرية ومع الزمان غزا السعودية وتوعد أن لئن عاش سيخرج المسلمين من مكة والمدينة، حتى لا يدع فيها إلا هندوسيًا، فهل ستسول لك نفسك هذا؟ وأن يقطع أشجار النخيل فيها كما قَطَّع نبيهم أشجار يهود بني النضير؟ فما لكم كيف تحكمون أم على الله تفترون! وتلك التعاليم الإرهابية التي نادى بها نبيهم قد تعملها صحبه وأجرموا في حق اليهود والمسيحيين، وهذا ما سنراه في لاحق هذا الكتاب من غزوهم لمصر الذي تم في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بقيادة الصحابي عمرو بن العاص، فهل كان هذا الغزو سلميًا أم جائرًا؟ هل فيه ما تزعمه السوقة من الرق والرحمة والعدل أم هو على غرار تلك الأقاويل؟