ملخص ندوة: “السيرة والملامح الفكرية للأب متى المسكين”
– أقيمت بمركز درسات مسيحية الشرق الأوسط بكلية اللاهوت الإنجيلية بالعباسية — يوم الأربعاء 10 فبراير 2016
فى البداية قام الدكتور وجية يوسف مدير مركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط بالترحيب بالحضور الكريم ثم قام بتقديم المتكلمين القس الراهب اثناسيوس المقارى من دير الأنبا مقار بوادى النطرون وهو باحث وكاتب لة العديد من المؤلفات والسلاسل الكتابية تصل إلى اكثر من مائة كتاب فى الطقوس الكنسية واسرار وصلوات الكنيسة والاصوام واعياد الكنيسة ولة العديد من الدرسات والابحاث المنشورة بمصر والخارج وكثير من العظات المسجلة.
و الدكتور القس هانى يوسف استاذ اللاهوت النظامى في كلية اللاهوت الانجيلية والعميد الاكاديمى وحاصل على الدكتورة فى فكر الأب متى المسكين.
ثم اعطيت الكلمة للأب اثناسيوس المقارى ، وقال ورد الينا بعض الاسئلة في هذا الخصوص انتقى منها سؤالين بحسب الوقت المتاح.
فلعل اجابة السؤال الأول تغطى جانبا بسيطا للملامح الفكرية لأبى القمص متى المسكين اما اجابة السؤال الثانى فتلقى الضوء على جانب من علاقتة برهبان دير القديس انبا مقار حتى فى اثناء العمل وهو مالم يكتب او ينشر من قبل.
والسؤال الثانى ماهى ملامح خدمة الاب متى المسكين فى الدير وملامح علاقتة برهبان الدير والطبيعة الى اخرة؟
وعن اجابة السؤال الاول قال الاب اثناسيوس .
نشأت الرهبنة فى مصر فى نظام ثابت مستقر منذ القرن الرابع الميلادى منذ زمن القديس الانبا انطونيوس اب جميع الرهبان والذى تتلمذ على يدية البابا اثناسيوس الرسولى وقد ورثت الرهبنة فى مصر على مواصلة الحفاظ على ايمان كنيسة الاسكندرية بعد انزواء وانطواء مدرسة الاسكندرية اللاهوتية بعد القرن الخامس الميلادى وكان لدير القديس انبا مقار الدور الريادى فى هذا المجال ليس فى هذة الفترة المبكرة من تاريخ كنيسة الاسكندرية فحسب بل وعلى امتداد القرون من السابع الى الرابع عشر الميلادى اذ اعتلى الكرسى البابوى خلال تلك الفترة المذكورة ستة وعشرون بطريرك من رهبان الدير ولايفوتنا ان القديس كيرلس الكبير فى القرن الخامس الميلادى وهو من رهبان برية مقاريوس اما اخر بطريرك من هذا الدير المذكور فهو البابا ديمتريوس الثانى فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر.
ويضيف اللاب اثناسيوس فى العصر الحديث وفي نفس هذا الدير كانت كتابات وعظات ابينا القمص متى المسكين سببا فى اثرا الحياة الابائية والايمانية واللتورجية والروحية والكتابية لكنيسة الاسكندرية وهى ما امتد اثرة لكل كنائس المسكونة شرقا وغربا واود ان اثرد على حضراتكم جانبا من ملامحة الفكرية فأبونا متى المسكين وكما نعلم فهو مثل يحتزة بة بتمسكة بايمان الكنيسة الارثوذكسية وفى نفس الوقت احترامة لايمان وعقائد الكنائس الاخرى فكتب فى عام 1971 يقول
“نحن حينما نفرق بين منهج بروتستانتى ومنهج ارثوذوكسى فنحن فى الحقيقة لانتعرض لعقائد ولكننا نفرق اساسا بين منهج غربى ومنهج شرقى فالبروتستانت وليدة عقل المانى قامت مناهجة على اساس المنطق العقلى والحاجات الفكرية والحرية الفردية للانسان او بعض اناس غربيين والذين لم يستسيغوا ان يخضعوا للروح الة بما يقبل العقل فالمنهج البروتستانتى منهج عقلى فردى ولان كل انسان عقلة لذا صار لكل انسان غربى منهجة ودينة ومن المعروف ان الروح لايعمل ابدا على مستوى الفرد فهو يجمع ولايفرق فلا خلاص فى المنهج الارثوذكسى خارج الكنيسة اى خارج الجماعة المتحدة بجسد المسيح وروحة فالاسرار المرفوضة فى المنهج البروتستانتى هى اساس المنهج الارثوذكسى هى اساس التجميع والوحدة وبعد ربع قرن من هذا الذى كتبة كتب ايضا فى موضوع وحدة الكنائس برؤيتة الثاقبة حيث قال”انظرو الى هذا القانون الذى وضعة السيد المسيح للتلاميذ اى للكنيسة من ليس علينا فهو معنا اليس هذا بابا مفتوحا طلما الذى يكرز بالسيد المسيح ليس ضدنا فعلينا ان نقترب الية بالمحبة وهو يقترب الينا بالمحبة حتى نخدم معا اسم واحدا لان انقسامنا احدث انقسام فى اسم المسيح امام العالم فاذا كنا نخدم حقا اسم المسيح واسم المسيح واحد لاينقسم اصبح انقسامنا بسبب الاسم واصبح عار علينا وعلى اسم المسيح وانة لامر مستحيل ان يعبد اثنان المسيح بحق واخلاص وهما متخاصمان واعداء لبعضهم.
هذا يمهد للمسيح الموجود فى الوسط ان يمارس سلطان وجودة لانة ان تتصالح كل الكنائس وتنتفض بالمدلولات على ايمان وحقيقة موحدة امر مستحيل للطاقة البشرية ولكن يستحيل ان يجتمع الجميع بحضور المسيح ولايوجد الايمان والعقيدة لان ماافسدة انسان لايصلحة انسان ولكن طبيعة المسيح ووظيفتة ان يصالح المضاضات ويجعل الاثنين واحدا”.
ويشير الاب اثناسيوس المقارى انة من اجل هذا وبحسب فكر الاب متى المسكين ينبغى ان نفهم انة ليس زوبان العقائد المختلفة فى الكنائس بعضها البعض هو تغير المحبة وهى النعمة التى ازدادت وتيرتها هذة الايام بل هى فى الحقيقة تفريط فى الوديعة فالمحبة المطلوبة اليوم تعنى ان تحترم كل كنيسة ايمان الكنائس الاخرى وقوانينها.
ثم اعطيت الكلمة للقس الدكتور هانى يوسف تحت عنوان”لماذا متى المسكين”
الوجود اللاهوتى فى حياة الاب متى المسكين من خلال كتاباتة تعبر عن مايمكن ان يسمى او يطلق علية وجود لاهوتى وهى لاتعنى فقط وحدة العقيدة بالحياة اى ان الانسان يفعل مايؤمن بة او يقولة ويؤمن بما يفعلة فى نوع من الوحدة والالتصاق مابين الفكر والمعتقد من ناحية ومن الحياة من ناحية اخرى هذا الجانب اصل فى فكر الوجود اللاهوتى ومنة فهم لاهوتى ايضا للحياة وطرح الدكتور هانى يوسف سؤال هام.
فقال احيانا نتحدث عن الواقع وهو مانعيش فية كل يوم ونقول خليك عملى وواقعى –عيش زى الناس ماهى عايشة وبالنسبة للاب متى المسكين العكس الوجود لاهوتى
الاول التاصيل او الرجوع للاصل فقد كان فكرة اللاهوتى هو الرجوع للاصل للمصادر اى للكتاب المقدس وكتابات الاباء وكان منهجة الحياة والفكر اللاهوتى الثرى بكلمة اللة سواء فى الدير او الكتابات اللاهوتية لة وايضا الرجوع للتراث الابائى لاهميتة الاساسية لتعريف الجزور الفكرية واللاهوتية للاب متى المسكين.
واشار القس الدكتور هانى إلى ان التاصيل فى كتابات الاب متى المسكين ليس هو كل شى لان استمرار عمل الروح القدس هو جزء اساسى في معتقدات الأب متى المسكينكما كتب عنها فى جزئين من الرؤيا الالهية وهو العمل الذى يمثل فكرة عبر المراحل المختلفة لان الروح القدس حى ومرتبط بالكنيسة فانة يجدد ومن ضمن مايجددة الطريقة التى تعالج بها الكنيسة بعض الامور والعقائد والتى تناقش بها بعض المشاكل والقضايا وهذا واضح جدا في كتابات الأب متى المسكين.
والثانى التجديد وهو ليس معناة الانفصال بل التطوير والبناء.
وتسائل الدكتور القس هانى هل يوجد هيكل فكرى لكتابات الاب متى المسكين ؟ نعم يوجد منظومة فكرية وهيكل فكرى فى كل كتابات الاب متى المسكين واهم ملمح من هذة المنظومة هو مركزية المسيح ..المسيح هو الالف والياء فمعرفة اللة لانقدر ان نعرفها من انفسنا بل نعرفة فى شخص المسيح فهو الالف الذى اتى بذاتة بتجسد الابن يسوع المسيح.
المسيح يسوع هو اعلان اللة ذاتة فحديثنا عن اللة لابد ان يبدء بالمسيح يسوع.
المدخل الرئيسى لمعرفة اللة هو اللة المتجسد لان جوهر اللة اعلن فى هذا الابن اللة عندة ميل نحو البشر.
ان الخليقة مع رئيسها الانسان هى انعكاس للحب بين اللة والاب ان حرية اللة مش انة مستقل عن البشر بل انة قرر ان يكون للبشر .حرية اللة عند الاب متى المسكين هى حرية إلى البشر حريتة فى ان يكون للبشر.
وعن من هو الانسان الحقيقى فى فكر الاب متى المسكين ؟
يقول الدكتور القس هانى يوسف هو الانسان الذى يتجة نحو يسوع المسيح يتجة نحو مشابهة يسوع المسيح بقوة الروح القدس والانسان ليس انسان بدون هذه العلاقة الانسان لايمكن ان يفهم بدون العلاقة بالروح القدس الذى يعطية الحياة ليحيا .الانسان بدون الروح القدس ليس انسان فهو بدون الله.